منْ مُشْكلاتِنا الحضاريَّةِ الفسادُ البِنْيَويُّ التَّراكميُّ

 

منْ مُشْكلاتِنا الحضاريَّةِ الفسادُ البِنْيَويُّ التَّراكميُّ

إنَّ الانتكاسَ الحَضاريِّ يُعرفُ منْ حجمِ الفسادِ في المُجتمعاتِ وعلى كلِّ المُستوياتِ وفي كلِّ مجالاتِ الحياةِ.

فيُعرَفُ في فكرِ البروفيسورِ والأستاذِ الجامعيِّ وسُلوكهِ، والمعلِّمِ في صفِّهِ، والشَّيخِ والإمامِ بين النَّاسِ، والموظَّفِ في وظيفتهِ، والقاضي في أحكامهِ، والعاملِ في عملهِ، والخبَّازِ في رغيفِ خُبْزهِ. وكذلك الثَّوريِّ مهما كانَ موقعُهُ ودَوْرُهُ في الثَّورةِ ومدى استفادته منها.

وفي نظرةٍ إلى هذا الواقعِ الَّذي نعيشهُ نجدُ أنَّنا أمامَ فسادٍ بِنْيَويٍّ تراكميٍّ فلا الشَّهاداتُ أو المستوى التَّعليميّ أو المكانةُ الدِّينيِّة أو الحالةُ الاجتماعيِّة أو الوظيفيِّة أو الثَّوريَّة أنْ تُغيِّرَهُ لأنَّ الفسادَ البِنْيويَّ التراكميَّ مَنْظومةٌ مُتتاليةٌ ومُتكاملةٌ، وهو حصادٌ لبذرةٍ خبيثةٍ انتشرتْ في كلِّ مناحي حياتِنا وتفصيلاتِها.

ولا يمكنُ أنْ تُواجهَ منظومةُ الفسادِ هذه إلَّا بمنظومةٍ مُضادَّةٍ مُتتاليةٍ ومُتكاملةٍ يمكنْ أنْ تَتَبلْورَ ملامحُها ومعالمُها في الأجيالِ القادمةِ فكرًا وسلوكًا إذا زُرعتْ بُذورُها اليوم.

ولكن يبقى السؤالُ: كيف تُنْتَجُ البذورُ الصالحةُ في هذه البيئةِ الفاسدةِ أمْ علينا استيرادها؟!.

خربشات قلم رصاص


المعرفة المواجهة

مواضيع ذات صلة

التالي
« السابق
السابق
التالي »