من مشكلاتنا الحضاريّة النَّكبة القياديَّة والدَّور الوظيفيّ!!.

من مشكلاتنا الحضاريّة النَّكبة القياديَّة والدَّور الوظيفيّ!!.

فمن يُتابع مُجرياتِ الأحداث الأخيرة في الشمال السوري يرى مسرحيّةً رديئة السّيناريو والتّمثيل والإخراج وحتّى التّرجمة، وهذه المسرحيّة تُعبّر عن حجم النّكبة التي تُعاني منها الثّورة السوريّة.

فلا صراعٌ أو اقتتالٌ فصائليٌّ أو سياسيٌّ أو أيديولوجيٌّ خرج عن نطاق التّمثيل والدَّور الوظيفيّ هذه المرّة، حيث المشاهد التمثيليّة تداخلتْ فيما بينها حتى صَعُبَ على المُتابِع فهمها. بل ربّما كان عدم الفهم هو هدفًا بحدّ ذاته، والشّيءُ الحقيقيُّ الوحيدُ كان زيادة معاناة النّاس وترعيبهم، والعمل على إحياءِ النَّزعة المناطقيّة بين صفوفهم من أجل تمرير اتفاقيّاتٍ إقليميّةٍ على حسابهم – وقد تمَّتْ -.

نحن أمام مشهدٍ هزليٍّ مؤلمٍ في هذه المسرحيّة، ولكن واقعنا قبل تمثيل هذا المشهد سيختلفُ عمّا بعده، وعلينا أن لا نُصفِّقَ هذه المرّة ونُخدَعَ بمسرحيّةٍ أخرى. وما يجري ليس انتصارًا لمظلوم، أو تحقيقًا لعدالةٍ مفقودةٍ، أو اقتصاصًا لمجنيٍّ عليهم، وإنّما لأداء دورٍ وظيفيٍّ على حساب الثورةٍ وتضحياتها.

إنَّ ثورةَ الحريّةِ يتيمةٌ، ولا بدَّ لها من كافلٍ من خارج الصندوق!.

المعرفة المواجهة

مواضيع ذات صلة

التالي
« السابق
السابق
التالي »