شعب سوريا يقتل ولا بواكي له بين ذكاء أمريكي وتذاكي روسي!!!.

شعب سوريا يقتل ولا بواكي له
بين ذكاء أمريكي وتذاكي روسي!!!.
تتركَّزُ الأحداثُ اليومَ في الشمالِ السوريِ ضمنَ معركتين: معركة حلب التي أعلَنَ عنها النِّظَامُ ومَعَه إيران وتقودُها روسيا ومعركة "تحرير شمال الرقة" التي أعلنتْ عنها قُوَّاتُ سوريا الديموقراطية وتقودُها أمريكا ومعَها التحالفُ الدوليُّ تحت اسم "تحالفِ العزم التام". وكلتا المعركتين تحتَ عنوان: "محاربةِ الإرهاب" المتمثلِ في معركةِ حلب بـ"جبهة النصرة" كما تبرر روسيا ذلك، والأخرى التي تمتدُّ من الرقةِ إلى الموصلِ تحت مسمى "محاربة الإرهاب" أيضا المتمثِّلِ "بتنظيم الدولة" كما تبرر أمريكا ذلك.
لكنْ في كِلَا المعركتين هناك "ذكاءٌ" أمريكي و"تذاكٍ" روسي، حَيْثُ استطاعَ الذكاءُ الأمريكيُّ أنْ يُحَوِّلَ مَا يَجري مِن قضيةٍ سوريةٍ إلى قضيةِ المنطقةِ كلِّها متجاوزًا حدودَ سايكس بيكو في حجةِ القضاءِ على الإرهاب من الموصلِ في العراقِ شرقًا إلى مدينةِ الرقة في سوريا غربًا من أجلِ إعادةِ رسمِ خريطةِ المنطقةِ من جديدٍ على أسسٍ دينيةٍ وعرقيةٍ بينما التَّذاكي الروسي من خلال تدخلِه العسكريِّ في سوريا ومن مدينةِ حلب حصرًا وبحجةِ محاربةِ الإرهابِ يُريدُ عن طريقِ تغييرِ موازينِ القوى المحليةِ والإقليميةِ والقضاءِ على الثورة السوريةِ أن يَدْخُل صراعًا مع أمريكا من أجلِ أنْ يُغيِّرَ مراكزَ القوةِ والتحكمِ العالمية ويصبح شريكًا ثنائيًّا مع أمريكا فيها- وهذا ما ترفضُه إلى غاية الآن أمريكا - وبخاصةٍ بعدما عملتْ روسيا من خلالْ تدخلها العسكري خلال الأشهر التي مضتْ على تثبيتِ دعائمِ الدولةِ المفيدةِ لتكونَ فدراليةً ضمنَ مشروعِ التقسيمِ القادمِ الذي تقودُه أمريكا وقدْ جعلتْ من حلبَ وديرِ الزور والرقةِ مادةً للمساومةِ الدولية والإقليمية.
لكن أين هو موقِعُ الثورةِ السوريةِ، وكيف هو مستقبلُها، وما هو مصيرُ الشعب السوري ، وما هي ملامحُ الجغرافيةِ السياسيةِ القادمةِ من خلال  "الذكاء" الأمريكي و "التذاكي" الروسي، وأين دورُ وموقعُ الدول الإقليمية من ذلك؟!.

لعلَّ الجوابَ سيكونُ في معركةِ الرقةِ ذاتها التي ما زالتْ كُلُّ الأطرافِ تتجنَّبُ الحديثَ عنها وإنما تتكلَّمُ عن ريف الرقة فقط، لأن معركةَ مدينةِ الرقة ما زالَ من المبكرِ الحديثُ عنها في ظلِّ عدمِ حسمِ الصراع بين الذكاء الأمريكي والتذاكي الروسي على الأرض السورية، وريثما يتمُّ حسمُ الصراع يبقى حلُّ القضيةِ السوريةِ مؤجلًّا ومعاناةُ الشعب السوري مستمرةً قتلًا وتدميرًا وتشريدًا بين الأمم!.
المعرفة المواجهة

مواضيع ذات صلة

التالي
« السابق
السابق
التالي »