من مشكلاتنا الحضارية أننا نعيش الحدث ولا نعيش الواقع...
لقد اعتدنا أن نعيش الحدث ونستغرق في تحليله حتى يأتي حدث
أخر من دون أن نتعامل مع هذا الحدث على أنه جزء من واقع علينا أن نعتمد منهجية الاستقراء
لتفاصيله من أجل الخروج بنتائج تعلمنا كيفية التعامل معه.
فالحدث الذي وقع ارتبط بزمان ومكان فأصبح تاريخا لن يتكرر
هو وإنما قد يتكرر شبيه له في زمان ومكان آخر، بينما الواقع الذي هو مسرح الأحداث مستمر
وما نحتاجه أن نعيش الواقع لنرسم ملامح المستقبل من خلاله.
لقد اعتدنا أن نأخذ حذرنا بشكل مؤقت بعد وقوع الخطر كرد
فعل - (بعكس اعقل وتوكل) - فننزح إذا ما غارت طائرة روسية بالقرب من بيتنا، ونأخذ بالاحتياطات
الأمنية بعد حادثة اغتيال من شخص يعنينا أو من تنظيمنا أو حزبنا الذي يستنفر
كالموجة ثم يتلاشى حتى تأتي موجة أخرى ... فالتعامل مع حادثة الاغتيال كحدث تختلف فيما
لو تم التعامل معها كواقع
من خلال استقرائه نجد أن منهجية الاغتيالات هي من أخطر وسائل
وأدوات الحرب عبر التاريخ البشري وما يتم استهدافه عن طريق هذه المنهجية المنظمة
من شخصيات نوعية يصعب أن تطاله في ساحة
المعارك، وبخاصة إذا أدركنا أن منهجية الاغتيالات في أغلبها ناجحة وتجد في مناطق الصراع
والنزعات بيئة خصبة لحرية الحركة.
والسؤال لماذا تخيم هذه المنهجية في المناطق المحررة من
سيطرة النظام في سوريا ؟!.
في السياق نفسه من الخطأ الجسيم أن يتم التعامل مع
القرار الدولي (2254) كحدث وليس كواقع سيفرض على الشعب السوري وله تداعياته على
الثورة السورية ومستقبل سوريا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خربشات قلم رصاص

الإبتساماتإخفاء الإبتسامات