من مشكلاتنا الحضارية اليد النفعية

من مشكلاتنا الحضارية اليد النفعية
يقال: إن اليد التي تمتد لتساعدك عندما تقع خير من كثير من الأيدي التي تهنئك على السلامة.
فهناك يد تمتد ليد لإنقاذ شخص سقط أو تعثر ، فاليد الأولى تساوي الثانية لأنها قد تحتاج الثانية في ظرف ما. وكلاهما على خير في عملية بناء المجتمعات الإنسانية.
أما الأيدي الكثيرة التي جاءت مهنئة لا تستطيع أن تساوي في القيمة والقوة يد أي واحد منهما، لأن يدهم يد نفعية أنانية جبانة قد ضلت طريق العطاء واعتادت على طريق الأخذ فقط. ولهذا لا تسهم في عملية البناء إلا بقمدار مصالحها ولكن على حساب تعثر وسقوط الآخرين!.
وعندما تصبح هذه اليد النفعية هي السائدة في المجتمع وتقل يد العطاء فنحن نصبح بحاجة إلى يد واحدة، واحد فقط، تمتد إلى هذه المجتمعات التي سقطت لكي تساعدها على الوقوف مرة أخرى والأخذ بيدها إلى طريق العطاء طريق الخير والفضيلة والتضحية والإيثار لكي تمارسها مهمتها بشكل صحيح في عملية إعمار الأرض كما أرد الله سبحانه وتعالى منها.
وقد تمثلت تلك اليد الخيرة عبر مراحل التاريخ بالرسل والأنبياء إلى أقوامهم وجاءت يد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لتمتد إلى العالمين جميعا وإلى قيام الساعة. وبما أن هذه اليد الشريفة تفردت بمهمتها لإنقاذ العالمين من بعده، فلن تستطيع أن تأتي من بعده يد تمارس المهمة الرسالية نفسها ولكن يمكن أن تأتي يد تمارس عملية التجديد في الأمة ولو على مراحل متباعدة...ويمكن أن تأتي يد تمارس المهمة على نطاق الجماعة المحددة...
فنحن بحاجة دائما إلى هذه اليد على مستوى الفرد والجماعة والأمة، ولكن فقط نريد يدًا واحدة واحدة فقط تكفي!!! .....
فمن مشكلاتنا الحضارية قل فينا القائد الذي يمد يده لإنقاذ الأمة وكثر عندنا القادة الذين يُسّرون بالأيدي التي تصافحهم عند تولى أمور القيادة!!!!!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خربشات قلم رصاص
المعرفة المواجهة

مواضيع ذات صلة

التالي
« السابق
السابق
التالي »