من مشكلاتنا الحضارية مصطلح الاستراتيجية!!
إن رسم مشهد الصراع
الدائر في سوريا اليوم بالاستناد إلى خريطة المعارك الدائرة ووفق التسويق الإعلامي
بكل أنواعه والتصريحات السياسية الرافضة والنافية تقود إلى القول: إن التقسيم بات حقيقة
واقعة، وأن ما تبقى من عمل في الميدان لم تعد له وظيفة إلا تحسين شروط هذا الفريق أو
ذاك أو توسيع منطقة هذه الفئة أو تلك على حساب الآخرين.
بالتأكيد لم
يكن هذا هو هدف الثورة يوم انطلاقتها وكذلك لم تُبذل الدماء الطاهرة لتحقيق
ذلك ولم تُهجر ملايين الناس من الشعب السوري وتدمر بيوتهم وممتلكاتهم لكي لا يعود
إلى دولتهم أو أرضهم التي عرفوها.
كذلك نحسن الظن
بكل الفصائل جندا وقادة أنهم لم يخطر ببالهم التقسيم والتفتيت وكان هدفهم إسقاط
العصابة المجرمة وتحرير سوريا من شروها وأن الحديث عن التقسيم ما هو إلا طعن
وتشويه لثورتهم.
ولكننا اليوم
وإن لم يحدث التقسيم وفق ما هو مطروح فإن الجغرافيا السورية باتت مقسمة بحكم
الواقع وهناك فرز قسري ديموغرافي على أسس قومية ودينية وولاءات حزبية فصائلية تنذر بمستقبل تشاؤمي قاتم.
ولهذا كثر التساؤل:
سوريا إلى أين؟ وسوريا غدا ماذا بعد توقف القتال لمن ومع من؟ وهل سيعود الشعب
السوري المنكوب إلى سوريا؟!!!.
إنها أسئلة
برسم المال السياسي والتدخلات الإقليمية والدولية لتكون سوريا (سابقا) نواة مشروع
الفوضى الخلاقة في المنطقة ولتعلن تدمير مشاريع استعمارية قديمة وولادة مشاريع
استعمارية جديدة.
ولكن السؤال هل
ثمة خطأ في استراتيجية الثورة أو فشل أم أنه لم تكن هناك استراتيجية في الأصل؟!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خربشات قلم
رصاص

الإبتساماتإخفاء الإبتسامات