الحركية حاجة حياة أم ترف فكري؟

الحركية حاجة حياة أم ترف فكري؟
إن الحركية الإسلامية هي نوع من النقد السياسي والفقهي لروح مناهج الإصلاح الديني التي كانت تتمسك بالتقاليد الحذرة في التعامل مع نهوض الأمة واستعادتها لدورها الحضاري. ولهذا الأمة بحاجة إلى تنظيم حركي قادر على انتشالها من وهدة الأوضاع السياسية الخطيرة، ويوجب عليها امتلاك الكفاءة في التقاط المفاهيم الجذابة للوقوف بوجه الحالات السائدة.
ويجب العمل على تفعيل الحركية الإسلامية بروح المشروع الذاتي التي تعرف بذاتيتها وخصائصها الإيمانية والتواضعية والتربوية المجسدة لقيم العمل الإسلامي النبوي الذي لا يطمح لسلطة مارقة أو دولة مستلبة، بل إقامة دولة العدل في الخطاب، وموضوعية في علاقاتها مع الأمم والشعوب والحضارات، وواقعية في علاقتها بالمجتمع ومكوناته، وفق المنهج والتأصيل الشرعي المستنبط من الوحي الإلهي..
وهنا لابد من إدراك الدور المهم للحركية الإسلامية في بناء كتلة ريادية وقيادية في الأمة تستطيع تحريضها وتعبئة جهودها في سبيل إقامة حاكمية الشريعة في حياة الناس. ويجب التشديد هنا على ضرورة استلهام فكرة الحركية الإسلامية الرسالية ذات الاتجاهات الواسعة من خلال بناء النوعية وانتشارها في الجغرافيا السياسية الممكنة.
ويشترط أن يكون التنظيم الحركي استشارياً من القمة إلى القاعدة.. لأن الاستشارة تعرف الإنسان على الخطأ والصواب وتأخذ بيده إلى الطريق السليم. ضمن شروط أساسية للتنظيم تجعله قادراً على خوض غمار التحدي الداخلي والخارجي الذي يحوط الأمة ، وذلك من خلال التنظيم التوعوي على قسمين.. التوعية العامة وهي التي تعمل على إعطاء (الرشد الفكري) لعامة المسلمين، والتوعية الخاصة التي تعمل على إعطاء (الوعي المركز العميق) لكل أفراد التنظيم الحركي.. فالتنظيم الحركي إذا لم يكن توعوياً لم ينجح في تخطيطه وعمله وسلوكه أولاً، بل يكون أكثر عرضة للاستهداف والاختراق.

ومن الضروري هنا أن يهتم القائمون بالتنظيم الحركي في إعطاء الوعي الأشمل العميق لأفراد التنظيم حتى يفقهوا الدين - كي يفهموا تطبيق الإسلام في الحاضر وكيفية دحر الأعداء ويعرفوا ماذا يحيك المستعمرون ضد المسلمين من المؤامرات وما هي الطرق الكفيلة بإفشال هذه المؤامرات. ويتطلب هذا، العمل المستمر على تدريب الذهن الحركي على مبادرات المعرفة وإيجاد الوعي المناسب لحقيقة حرب المذاهب والمناهج الغربية للشريعة الإسلامية، التي تجهد في إبعادها عن مفاصل حياة الإنسان المسلم المادية والمعنوية والروحية وربطها في الجانب التعبدي المنفصل عن الحياة. مع مراعاة إيجاد صيغة حركية إسلامية تتلاءم ومستوى التحدي الداخلي والخارجي الذي تعيشه الأمة الإسلامية وشعوبها المتناثرة في أصقاع الأرض. وبخاصة من خلال الإدراك لواقع الأمة الممزق نتيجة لواقع استعماري ثقيل ترك آثاره في كل جوانب الحياة المادية والمعنوية لا سيما في معالم الشخصية الإسلامية ودورها الوظيفي في الحياة.
المعرفة المواجهة

مواضيع ذات صلة

التالي
« السابق
السابق
الواقعية

الإبتساماتإخفاء الإبتسامات

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
=)D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:ng